- موضوعات متنوعة / ٠3دورات للطلاب الأجانب / ٠3دورة عام 2002
- /
- سيرة الصحابة
سؤال:
كيف كانت نشأة سيدنا عمير بن سعد ؟ وكيف أسلم ؟
جواب:
نشأ الغلام يتيمًا فقيرًا، فقد مضى أبوه إلى ربه دون أن يترك له مالاً، لكن أمه ما لبثت أن تزوجت من ثري يُدعى الجلاّس، فكفل ابنها عميرًا، وأحبَّه وأُعجِب بأخلاقه، وقد أسلم الفتى عمير وهو لم يتجاوز العاشرة بعد من عمره، وكان في حداثة سنه لا يتأخر عن صلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سؤال:
لماذا أخبر الفتى عمير بن سعد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم بما سمع من الجلاس بن سويد ؟
جواب:
لقد رأى سيدنا عمير بن سعد رضي الله عنه أن في السكوت عن الجلاس والتستُّرِ عليه خيانةً لله ورسوله، وإضرارًا بالإسلام الذي يكيد له المنافقون، ويأتمرون به، ورأى أن إذاعة ما سمعه عقوقًا بالرجل الذي أحسن إليه، وآواه مِن يُتمٍ، وأغناه من فقرٍ، لكنه سرعان ما اختار إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بما سمع تحذيرًا للمسلمين، ونصرةً لدين الله.
سؤال:
كيف ظهرتٍ براءة الفتى عمير بن سعد رضي الله عنه من الكذب الذي اتُّهِم به ؟
جواب:
نزلت براءته من السماء، قال تعالى:
﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ ﴾
إلى قوله تعالى:
﴿ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً﴾
نتائج وعبر من القصة:
1- الأعمال العظيمة لا تحتاج إلى سنٍّ كبيرة، بل تحتاج إلى إيمانٍ قوي وراسخ، " مرَّ سيدنا عمير، وهو صغير السن بامتحان صعب، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفاق عمِّه الذي ربَّاه.
2 – في كل زمان ومكان أناس منافقون لا يأبهون إلا بمصالحهم الشخصية، والمنافقون في المدينة يشكِّكون برسول الله، ويثبِّطون عزائم المسلمين عند القتال.
كذلك يوجد مؤمنون يعملون الصالحات يكونون قدوةً وحجة على غيرهم " النساء يتبرعن بالأموال للمعركة ".
3 – الولاء لله ورسوله أولى من الولاء للأهل والقبيلة والعشيرة، " رأى عمير أن السكوت عن زوج أمه عندما نطق بكلمة الكفر خيانة لله ورسوله ".
4 – نصرتنا لإخواننا تتحقق بالأخذ على أيديهم، وردَّهم عن ظلمهم بحكمة وروية، لا تأييدهم على باطلهم وظلمهم "كانت نتيجة شكوى عمير لعمِّه أن أعاده إلى الحق ووقاه من الكفر والنار".
5 – الله عزوجل يعلم، وسيحاسب كلاًّ على عمله، وهو لا ينظر إلى عمر الإنسان، بل إلى تقواه وعمله، ورسولُه يهتمُّ بكل المسلمين، صغارًا وكبارًا.